
هل تراجع أمريكا أخطاءها؟

فاروق جويدة
أمد/ أصبح من الضروري أن تراجع الإدارة الأمريكية مواقفها مع العالم العربي لأن المؤكد أنها خسرت كثيرا .. لقد خسرت في مؤامرة مجنونة في العراق وخسرت حين تدخلت في سوريا وليبيا وكانت علاقتها بدول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية اكبر الخسائر .. وهى خسارة تاريخية لأنها مصالح امتدت سنوات وكان من نتائج ذلك كله اختلال منظومة العلاقات الدولية.. فقد دخلت روسيا بكل ثقلها ثم كان دخول الصين ثم كانت المصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية ..
وهذا الثلاثي الصين وروسيا وإيران تمثل قوة صاعدة فهي جغرافيا الأقرب ودفاعيا فهم قوة عسكرية ضاربة ومن حيث الاقتصاد فهم يمثلون ثقلا دوليا كبيرا خاصة إذا أضيفت لهم قدرات وإمكانيات دول الخليج بمواردها الضخمة.. إن هذا يعنى تغيرات كبيرة في موازين القوى خاصة أن اوروبا تعانى ظروفا اقتصادية صعبة تتجاوز حدود وقدرات الدعم الأمريكي لقد فرطت أمريكا فى أهم واغنى أصدقائها وخلقت للعرب شبحا يسمى إيران ووضعت كل أوراقها في الكيان الصهيوني وانطلقت بدعم منه تدبر المؤامرات وتحتل الأراضي وتقتل الشعوب ..
سوف تدفع أمريكا ثمنا باهظا في مغامرات كثيرة دفع المواطن الأمريكي ثمنها، إن أمريكا لم تحسب البعد الجغرافي بينها وبين العالم وحين تجتمع هذه الكتلة البشرية والاقتصادية فإنها تغير كل الحسابات.. ولنا أن نتصور الآن روسيا والصين وايران والهند ودول الخليج في مواجهة من أي نوع مع أمريكا فلن تكون أمريكا سيدة العالم مرة أخري..
إن أمريكا تدفع الآن ثمن أخطائها وقد ورطت معها أصدقاءها في أوروبا وقد سقطوا جميعا في مستنقع أوكرانيا الذى لا احد يعرف نهايته.. إن الشعب الأمريكي قد يطالب سلطة القرار فيه بأن توقف مسلسل التوسعات والعدوان على الشعوب وتعود أمريكا لتعيد حساباتها داخل حدودها لأن القادم أسوأ ..
لقد تولت أمريكا مسئولية إدارة شئون العالم سنوات طويلة وليس فيها ما يحسب لها ابتداء بحرب فيتنام وانتهاء بحروبها في مناطق كثيرة كان آخرها ما يجرى في أوكرانيا وقد يصل الأمر إلى مواجهة نووية، فهل تعيد أمريكا حساباتها قبل فوات الأوان؟.
عن الأهرام