من هي الحلقة المفقودة

تابعنا على:   13:27 2023-06-06

ناصر احمد يوسف شبات

أمد/ ان حقبة جديدة من مسار الانقسام سوف تبدأ بعد لقاء القاهرة ، بعد ان عجزت القيادة المتنفذة  وكل الوساطات من استعادة الحالة الفلسطينية  لما كانت عليه في احسن الاحوال ، وبذلك تنازلت عن دورها المنوط بها لصالح شريحة تقاسمت معها الدور  ، لم يفكر احد بالعودة لاصول المفاهيم والاستجابة  لمسار المشروع الوطني الفلسطيني ومكانته الوجدانية في وسط شعوبنا العربية وشعبنا الفلسطيني خاصة  ، ان القيادة المتنفذة للسلطة رفضت تداول السلطة والبرجوازية  المتدينة الصاعدة رفضت التنازل عن السلطة وبذلك حدثت المواجهة التي لم يقبلها احد او يتوقعها في التجربة الفلسطينية  ، وهذا التفرد نوع من انواع الانزلاق الانتهازي الخطير  الذي يقال عنه ،  التكتيك الغير مشروع  والذي يرتبط بالمصالح الحزبية اكثر مما يرتبط بالشأن الوطني العام  ، فقد اصبح الموضوع الان ، وبعد هرج زمني طويل من الانقسام مرة عليه 16 عام كالجمر ،  ألقت بضلالها على كل مقومات الحياة والقيم بلا مسؤولية او استحياء ، والان   يدور  التفكير حول الوصاية  والفصل  والتحيد وغيره من تقاسم النفوذ وامتيازات السلطة من المال والضرائب ، كل ذلك يعبر عن وحشية الهيمنة البرجوازية على الإغراءات المقدمة من الاطراف الرجعية والراسمالية كتعبير عن الاحتواء واستمرار الفوضي التي لا تخدم إلا الاحتلال ،  ان ذلك يعتبر فقدان اساسي للثوابت المصيرية في حياة شعبنا ومسيرته التاريخية ، خاصة ان الامر سيبدأ نحو توجهات جديدة يكون الناظم فيها هو الزمن بالتهدئة والهدنة ، وبمجرد القبول بذلك يعتبر تنازل جوهري في جوهر الثوابت الناظمة لتحالف م ت ف لصالح الصيغ الجديدة من التحالفات  وضرب لمفهو الصراع مع الاحتلال  ،  ان هذا المسار له العديد من الصيغ ...

الاول...   تخدم فكرة تكريس الانقسام  وتهميش م ت ف للمستوى الذي يصل حد  التفكك ...

اما الثاني ...  والخطير ،  هو  الإقرار بالاحتلال  الذي وافق على صيغ الهدنة والتهدئة  ليكرس صيغ جديدة في التعامل مع الوقائع الفلسطينية  منفردة والذي عجز العدو  عنها تاريخيا   ...  ،

اما الثالث  ، هو تشكيل إئتلافات سياسية بمضمون جاهوي لتضليل الحالة الشعبية الفلسطينية بعد استنزافها على كل المستويات ، الاقتصادية والاجتماعية وكي الوعي واقصاء الفكرة  التوحيدية وعدم الاستجابة للفرص الصادقة بالعودة للوحدة الوطنية كي يولد المضمون الجديد والاقرب للوصاية الموزعة على مراكز التأثير ماليا وفي الحركة والتنقل  ...

ان ما يحدث الان يفرض صيغ جديدة لمفهوم الوحدة الوطنية التي قد تتقاطع او لا تتقاطع مع المصالح لكل طرف ، فهذا لا يهم ولا يعني اي الأطراف طالما ان كل طرف يتحكم بنصيب من الجغرافيا وما عليها تحت السيطرة والتحكم ..

ان كل ذلك هو فلسفة منبتها يرتبط بثقافة رجعية  وامبريالية  ذات علاقة بالسلب والنهب والتفكيك وطمس حقائق التاريخ لكفاح شعبنا وتضحياته  ، وهنا  تأتي  السؤال ؟؟ من هي الحلقة المفقودة وهل سيستمر غيابها   !! التي نبحث عنها ،  واعتقد الاكثر اهمية للمرحلة القادمة  كتوازن ديمقراطي وبديل ثوري ممثلة باليسار ودوره وقدرته على لجم هذا التوجه الجديد.

 فاذا اعتقد البعض ان القوة تكمن بالسلاح، فأنه قد اخطأ بذلك متجاهلا ان ارادة الشعب اقوى من اي سلاح حين يمتلك الوعي والفكر ، هذا هو دور اليسار  في تبني تكتيك ديمقراطي ملائم للواقع المستنزف و يعبر عن الازمات والتناقضات التي انتجها الانقسام وفضح اسبابه واطرافه وكذلك اعادة التفاؤل لابناء شعبنا  بالقدرة على تجاوز كل ذلك وفق مشروع وحراك ضاغط ومؤثر  ، وان لم يقم بذلك   فقد  يؤثر  غيابه كثيراً على حضوره وينتهي كفعل ويصبح كذاكره نغني لها فقط  ، انها الفرصة الذهبية  وتعتبر محط اهتمام  لتغيير كل هذا المسار
اللا ثوري  واللا ديمقراطي ولا تقدمي فهل يفعلها اليسار  .

كلمات دلالية

اخر الأخبار