
ماذا بقي لك يا حركة فتح في غزة

هاني أبو عكر
أمد/ منذ الإنقلاب في غزة عام 2007 ، بدأ مخطط جديد يستهدف أبناء حركة فتح من فتح نفسها ، كانت قوانين متعسفة وقرارات مجحفة ، يقودها جلة مستنعمة لا تفكر بإستراتيجية ولا تخرج بعقلانية فقط منعمة مستفعلة ، قادت غزة لتفريغ أي سيادة بها لحركة فتح أم القضية وعنوان المرجعية ، ولا ترك حتى مكون واضح المعالم مرجعية ، كانت قرارات تخرج عفوية هزلية تقضي على فتح البنيوية وتقزم دورها في غزة إلى سطحية ، من قرارات الإستنكاف لقرارات العزلة وقطع الرواتب ، والتهميش ، لقرارات الإنقسام الداخلي فتحاوي فتحاوي ، لعزلة وإقالة الاقوياء الأشداء ولتمكين الضعفاء أهل الإرضاء والتسحيج والشطحاء ، كانت النتيجة مقاطعة نقابية ومقاطعة لتدريب فني مهني علمي صرف عليه الكثير ، لتسقط المؤسسات من يد فتح والوزارات والنقابات والمجالس الطلابية والمؤسسات التمكينية ليحل مكانها تشغيل يقتقر للدراية والمهنية يعتمد على الحزبية والقبضة الأمنية ،
كانت النتيجة بناء مؤسسات ووزارات وهيئات ونقابات حمساوية المكان منفردة القرار ، تكبر تتغول تتمدد تتوسع ، تكتسب الخبرات وتتمعن في الإجتهادات وتسطوا على كل المقدرات ، تعمل بشكل دويلة ، تتقدم الصفوف وتتخذ القرارات ، تحمي أبناء الحزب وتدربهم وتمكنهم بخبرات تحميهم ، في مقابل ذلك تستنكف الحركة أبنائها وتعاقبهم وتهمشهم ، يبعدون عن القرارات والوزارات والتطورات وبنك المعلومات والمشاركة والمتابعة لتجني حركة فتح صفرا معرفيا ، وفقرا إجتماعيا وتهميشا مكانيا ، في نفس الوقت *عملت حركة حماس على حماية موظفيها وترقية رتبهم على حساب الشعب جباية ، وسطت على كل مقدرات غزة من معابر وجباية ووظائف وأراضي حكومية ومقدرات ومعرفة وتدخلات سيادية ، كانت تعول فتح على فشلهم وتقزيم دورهم ، لقد فشلت في ذلك بعد كل هذه الإنفتحات والمشاريع والجمعيات والتغولات والتمكينات .
اليوم خطاب الشارع مطالبة بإنتخابات عامة أقلها بلدية ، لكن المعضلة النى تناستها حركة فتح في تلك السنوات العجاف العابرة ولم تستخلص العبر من أخطاء فجوات التهميش لابنائها والتقزيم لدورهم وقطع رواتبهم وإنقسامات داخلية انهكت الحركة لقوائم مختلفة خلافية ، لأربع قوائم لقيادات متفرقة جماهيريا وفتحاويا وقرارا ومرجعية.
كيف لحركة فتح ان تخوض إنتخابات بلدية ، صحيح أن الشعب ينتظر عقاب حركة حماس تصويتا ، ويحن لحكم فتح تمكينا ، لكن العقل الحقائقي مختلف نتيجة وفصلا وإحصائية .
في الوقت الذي يُجوع أبناء حركة فتح وتهاجر وتهمش وتقلص، حركة حماس تستفحل توظيفا تقدم خدمات لجيل لم يعرف غيرها عاش تحت ظل حكمها، من دعم أسر فقيرة ، وتوظيف عوائل لا حزبية وتسجيل أسماء بكشوف مساعدات تمويلية ، وتقديم منح أسرية وطلابية ، وتحرك في كل الميادين الشعبية ، مقابل ذلك ماذا فعلت الحركة لابنائها غير مهرجانات وخطب ووعودات وإنتقامات من فصل وتهميش وقطع رواتب وعقاب سياسي وقليل من الدعم الذي لا يكاد يذكر في غزة لهم .
*على حركة فتح قبل أن تفكر في خوض إنتخابات بلدية أن تعقل أمرها في ظل تفتتها وخوضها بقوائم منشقة أو منافسة من نفسها أو باحزاب مشتركة متوافقة ، فقد تذنت اصواتها وهمشت ابنائها بين المناكفات والعقوبات وتمكين السردجيات وزاد اضعاف جيل لا يعرف الحركة ،متعاطف معها لكن همه الهجرة أو تصريح عمل في الداخل معيشة، النتيجة أصوات فتحاوية تقلص واصوات حمساوية تكبر* .
برغم أن الإنتخابات للهيئات المحلية أساسها العائلية ، لكن حماس إستطاعت أن تصل للاعيان بها وتقدم لهم خدمات مجانية وتسهيلات عرفية ومجتمعية وتمكين بأريحية ، إذا على ماذا تعول حركة فتح ، على وزراء بلا قاعدة شعبية أم قيادات فقدت الثقة والحاضنة الشعبية أم على أبناء تركوا يواجهوا مصيرهم بلا دعم ولا موقف ولا فتح مشاريع حاضنة شعبية شبابية لهم ، وهل التعويل على إنتقام الناس من حكم وتفرد الحركة الربانية يعني صب في صناديق حركة فتح الإنقسامية المغيبة في غزة عن الواقع والمهمش أبناؤها جغرافيا والمقهور إنسانيا وتنظيميا منذ سنوات عجاف هو الطمأنينة والتعويل .
*فتح إن دخلت في إنتخابات بلدية بهكذا إستراتيجية يعني سقوط ولعبة هزلية فحماس في غزة حافظت على 400 ألف صوت إنتخابي يعيشون على توظيفها ودعمها وتبنيها فماذا تعول حركة فتح في غزة على تهميشها لأبنائها أم على إنتقام الغزيين من حركة حماس أم على إنقسامها؟*
على حركة فتح سلطة وقيادة أن تعقل أمرها وتراجع فشل قراراتها وتهميش ابنائها وتقزيمهم وتركهم بلا دعم وتفعيل مجتمعي ومعرفي مؤسساتي بلدي لجاني إداري ، هزيمة حماس واضحة في الإنتخابات البلدية لكن ليس وحدها بل كل الأحزاب الفلسطينية وفتح على رأسها بهيك عقلية وإدارة وسلوك ونهج متكرر عنوانه الفشل حاضر واقع.....دون مراجعة حقيقية.